کد مطلب:281435 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:247

کیف نعرف الإمام
كیف یمكن معرفة الإمام المهدی علیه السلام؟ وما هی الطریقة الصحیحة للإطلاع علی شخصیته المباركة؟

إن المنهج الصحیح فی معرفة الإمام علیه السلام هو نفس المنهج المتبع فی معرفة الأنبیاء علیهما السلام، فكما أن الأنبیاء والرسل یُعرفون بالآیات والبینات والمعاجز والكرامات، كذلك یُعرف الإمام علیه السلام.

فمعرفة صدق مدّعی النبوة من كذبه هو مدی قدرته علی الإتیان بالدلیل القاطع من المعاجز والآیات للدلالة علی ارتباطه بالسماء، وكذلك مدّعی الإمامة، فالذی یدعی أنه الإمام من قبل الله عز وجل لابد وأن یأتی بالبرهان علی صحة مقالته، كالمعاجز والقدرات الخارقة للطبیعة، مما یعجز غیره عنها، لیدل علی ارتباطه بخالق الكون وأنه الإمام الموصی به من قبل الرسول الأكرم. فإذا أتی بذلك كان هو الإمام الحق كإحیاء الموتی وشفاء المرضی الذین یأس الأطباء من معالجتهم ویكفی فی إحراز كونه إماماً أن یقوم بإحیائه میتاً ولو كان فرداً واحداً وإذا لم یستطع القیام بذلك فهو مدع كاذب لا دلیل قاطع عنده علی مدّعاه.

من هنا جاءت أحادیث أهل البیت علیهما السلام فی تعریف الناس بالإمام المهدی علیه السلام وصفاته والعلامات المرسومة فی جسده من جهة، ومعرفته من خلال ما عنده من المعاجز والقدرات التی لا تتأتی لأحد غیره، والتی تثبت للناس صحة ادّعائه للإمامة من جهة أخری، فقد جاء فی الحدیث الشریف عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق علیه السلام: - إنّ لصاحب هذا الأمر غیبتین یرجع فی إحداهما إلی أهله، والأخری یقال: هلك فی أی وادٍ سلك-. قلت كیف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: - إن ادّعی مدّع فاسألوه عن تلك العظائم التی یجیب فیها مثله-.

وفی روایة أخری بتفاوت یسیر - لصاحب هذا الأمر غیبتان... كیف نصنع إذا كان كذلك.... فاسألوه عن أشیاء یجیب فیها مثله-..

وفی روایة عن الإمام الصادق علیه السلام لمّا سُئل عن الحجة علی من یدّعی هذا الأمر، قال: - یُسأل عن الحلال والحرام، ثم أقبل علی فقال: ثلاثة من الحجة لم تجتمع فی أحد إلاّ كان صاحب هذا الأمر: أن یكون أولی الناس بمن كان قبله، ویكون عنده السلاح، ویكون صاحب الوصیة الظاهرة...-

وفی هذا الصدد بین القرآن الكریم كیفیة التعرف علی الإمام فی هذه الآیة المباركة (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِی إِلَیْهِمْ فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ - بِالْبَیِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) (النحل:43-44)

فالبینات هی المعاجز، والزبر هی الكتب السماویة والعلوم الربانیة، فإذا أتی بالآیات والمعاجز دل علی كونه مرتبطاً بالله عز وجل، وأنه حقاً المهدی المعنی من قبل السماء، وإذا أتی بما فی الكتب السماویة من أحكام الله وبیناته دل علی ارتباطه بالأنبیاء والمرسلین منهجاً وسلوكاً، وقد جاء فی الحدیث الشریف علی ضرورة مطالبة مدّعی الإمامة بالآیات والمعاجز، فإذا أتی بها فهو الإمام حقاً وصدقاً بما لا یترك بعدها لأحد مجالاً للإنكار، ومن یدعی أنه الإمام المهدی علیه السلام فلابد وأن یأتی بالمعاجز والبینات حتی یعرف الناس أنه المهدی المنتظر فإذا أتی بها كان علیهم إطاعته والتسلیم لأوامره ولا یجوز لأحد إنكاره، لأن إنكاره إنكار للرسول وللأئمة السابقین، ولذا جاء فی الحدیث الشریف أن إنكار الإمام المهدی علیه السلام هو إنكار لجمیع الأئمة الأطهار ولنبوة الرسول الأكرم، ومن یُصدِّق بالإمام ویؤمن به ویطیعه فهو حقاً مطیع لله والرسول الأكرم والأئمة الأطهار، وتكذیبه علیه السلام هو تكذیب لله والرسول والأئمة الأبرار ویوجب الخلود الأبدی فی نار جهنم، وتصدیقه یوجب الفوز بالجنة والرضوان.